قالوا سهى، قالوا لهى من قالها؟! اليوم جاءهم الخبر كالفجر كالبوقِ المُدوِّي في ركاب المنتصر..
في التاسع عشر من ديسمبر 2018 خرجت جموع الشعب السوداني في مدينة عطبرة و أحرقت دار الكيزان؛ إعلاناً عن تسطير الأحرف الأولى من ملحمة “ثورة ديسمبر الجديدة” وإيذاناً ببدايةِ عهدٍ جديد؛ يُعبِّر فيه الشعب عن طموحاتِه و تطلعاتِه في سودانٍ حُر وديمقراطي، ينبُذُ فيه كل أشكال التسلُّط والعنجهيه والظلم والإستبداد.
منذ ذاكَ اليوم، وحتى تاريخنا الحاضر مرّ مسار الثورة بمعنطفاتٍ شتّى من صعود وهبوط و سكون ، لكن كانت السِّمة الأبرز هي ثوار هذا الجيل، وقبضِهِم على جمرِ القضية، تمسّكاً بما خَطُّوهُ – مِن مطالِب – مع فراقهم الشهداء الأبرار.
حاولت “اللجنة الأمنية لنظام البشير” في 25 أكتوبر حرف الثورة عن مسارها، فكانت المحاولة الأولى في مرحلة التفاوض على الوثيقة الدستورية؛ حيث فرضت شروطها على قوى التفاوض عبر صياغة وثيقة دستورية تجعل لهم حرية الحركة في كبح جماح مطالب الثورة، وكان تمهيدهم للخطوة الثانية هي الترتيب للإنقلاب عبر خنق البلاد وإفتعال الأزمات في الشرق، وخلق السيولة الأمنية في دارفور وبعض المدن الأخرى، حتى ختموا مخططهم بإعلان الإنقلاب الأخير في 25 أكتوبر الماضي.
لكن أثبتت جماهير الشعب السوداني – وما زالت – تثبت للعالمَ حِرصها، و تقديمها للغالي والنفيس حمايةً وصوناً لدربِ الثورةِ الجذرية الذي سلكوه من سنين.
في يوم الغد الموافق التاسع عشر من ديسمبر “19 ديسمبر 2021” سوف يُسطِّر ذات الشعب، و في نفس الشوارع قدرتهم، و عزيمتهم الجبّارة على إقتلاع السُّلطة بذات السلمية التي ظلُّوا متمسكين بها رغم القمع والقهر، وسيُحاصرون “القصر” من كُلِّ ناحية حتى يتزلزل عرش الطغاة من تحتِهم، ويرتاح الشهداءُ في قبرِهم.
تنسيقية لجان مقاومة الخرطوم غرب
19 ديسمبر 2021م