في السابع عشر من يناير (كانون الثاني) ارتكبت قوات الاحتياطي المركزي، و الجيش السوداني، و أفراد جهاز الأمن و المخابرات، و الدعم السريع، و قوات مكافحة الشغب مجزرة دموية جديدة. تقتيل و تنكيل بالمواطنات و المواطنين السودانيين العزل في الشوارع و داخل الأحياء. بمضادات الطائرات (الدوشكا) و الرصاص الحي، و بالتصويب المباشر لعبوات الغاز المسيل للدموع و القنابل الصوتية.
استخدمت القوات النظامية المشتركة القوة المميتة ضد المتظاهرين السلميين مخلفةََ سبعة شهداء كرام خلال خمس ساعات فقط.. و مئات الإصابات و الاختفاءآت القسرية؛ حيث استباحت القوات النظامية الشوارع، و الأحياء السكنية، و المركبات العامة و الخاصة، و حرمة المنازل داخل و خارج العاصمة الخرطوم، و شهدنا الانتهاكات و النهب المسلح من قبل القوات الأمنية.
نترحم على الشهداء الذين فاضت أرواحهم دفاعاََ عن أرض الوطن، و نحمّل القائد العام للقوات المسلحة، و نائبه، و مجلس سيادته، و قواته النظامية، و الحركات المسلحة التي تدعمه، و كل من عاونه داخلياََ و خارجياََ مسؤولية الدماء التي سالت على هذه الأرض الطاهرة الحالمة بالسلام.
إننا الآن -و بعد ثلاثة أعوام من المقاومة السلمية التي شهد عليها العالم- نتعرض لحملةِِ من الشيطنة و الأكاذيب تنبئ بالمزيد من القتل و العنف الممنهج ضد ثوار السودان و ثائراته، إن الطاغية و جنوده ينشرون الخراب في أرض البلاد الحبيبة منذ الخامس و العشرين من أكتوبر (تشرين الأول) المنصرم، إغلاقٌ للجسور و الكباري، و قطعٌ لخدمات الإنترنت و الاتصالات، اختطافٌ لسيارات الإسعاف، تعدِِ على المستشفيات و دور العبادة، إحراقٌ للمنازل و الكثير من الجرائم ضد الإنسانية.
لا يزيدنا توحشهم إلا إصراراََ على اقتلاعهم.. و لا يزيدنا الحزن العميق على رفاق الدرب، إلا غضباً على غضبِِ، و يقوي إرادتنا و عزيمتنا؛ فالموت من أجل البلاد هو الحياة.
ندعو السودانيين و السودانيات في كل مكان لتفعيل كافة وسائل المقاومة السلمية دفاعاََ عن أخواتهم و إخوانهم، و أبناءهم و بناتهم. فهي الآن معركة الرصاصة ضد النشيد.
و ندعو كافة منظمات المجتمع المدني، و المؤسسات، و الدول، و الشعوب المؤمنة بحق الحياة و الحرية للوقوف إلى جانب ثائرات السودان و ثواره في معركتهم للخلاص.
تقطعت السبل، و انسد الأفق و ضاقت الخيارات، و اقترب السقوط.
المجد للشهداء و المشانق للقتلة.
عاش نضال الشعب السوداني.
اللجنة الإعلامية
لجان المقاومة و التغيير حلفاية الملوك
