هـذه البلاد تخصنا، بحروبها وجياعها، ووبائها وبصمتها المكسور في لينِ الفراغ، إنَّ هذهِ البِلاد تخُصنا بكُلِّ شيء فيها، انتصارها وسكونها إنها تنتمي إلينا وننْتمي إليها …
في تلك الغرف المغلقة وتحت الطاولة تحديداً، يتم تقسيم أرضنا، توزع الغنائم وينهب عرق المواطن السوداني عاملاً كان أم مزارعاً، وتُغتصب أرضنا، وتُسلب مواردها، وتبرم الصَّفقات، إنهم لا يأبهون للدماء التي تقطر من السِّكين التي قسموا بها البلاد. في تلك الغرف المغلقة وتحديداً في حقائبهم، توجد السياسات التي تهدف إلى إدخال السودان في دوامات الديون والتبعية الاقتصادية، و إثقال كاهله ومنعه من فرد أجنحته للتحليق عالياً و التربع على عرش اقتصادات العالم، علماً هناك بين الأمم. لا يجيدون سوى قراءة بيانات “نشجب و ندين”، و لا تحمل قلوبهم غير الشر الذي يضمرونه لهذه البلاد، نحن خلاص هذه الأمة، نحن نهاية ذلك الاستعمار و الاحتلال الغاشم.
شعبنا الكريم:
لن نسترجي تلك الدول التي كلما وضعت يدها في مكان عاثت به فساداً، و عبثت به، فما زالت سوريا تنزف دمعاً و دماً، و جرح العراق لم يندمل، و ليبيا الأبية غدت ساحة معركة فوق أجساد شعبها، و مصر قد وأدت شعبها حياً، و اليمن السعيد يبكي حرقة على من فقد من أبنائه، فلسطين الجريحة التي يغض المجتمع الدولي النظر عنها، و يتعامى عن الانتهاكات التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، تغتصب أرضه و يشرد شعبه على غير وجه الحق.
شعبنا الحر:
لقد حان الوقت للانتفاض الآن و إلى الأبد، حان الوقت لانتزاع الحرية بأيدينا، فنحن أكرم من أن نسترجيهم و أن نستعطفهم،
إلى أبناء أماني شايخيتي:
تنتهك سيادة بلادنا عندما يتم تداول خبر مفاده أن الرئيس المصري/ عبد الفتاح السيسي، سيزور السودان ليملي على وكلائه و مرتزقته ما يفعلون، و تهبط طائرة في الخرطوم تقل وفداً اسرائيلياً لتحاك المؤامرات ضد هذه البلاد و شعبها و مستقبلها، تتكالب علينا المحاور لتفرض علينا مصالحها و أهدافها و تساوم اللجنة الأمنية للبشير التي لا تمثل تطلعات الشعب السوداني.
نحن في لجان المقاومة، نرفض كل أشكال التدخل الخارجي في شؤون البلاد بهذه الطرق التي لن تفضي إلا لمزيد من التعقيد، و نرفض كل تدخل يحمل رمزية سلطوية أو وصاية من أي طرف، و أي تدخل يحمل لي طياته انتهاكاً لسيادة هذه البلاد و شعبها.
إلى ترس الشمال العظيم:
وها هم ثوار و تروس الشمالية الصامدين، الذين جعلوا الحقائق تطفو للسطح من أعماق بئر الفساد، و العبثية التي تسيطر على المشهد في بلادنا المغتصبة، بعد أن تحولت احتجاجاتهم المطلبية تجاه الزيادة باسعار الكهرباء، ثم إلى اعتصامات و تتريس للمنافذ البرية بين السودان و مصر، إننا نعلن دعمنا و تضامننا الكامل تجاه ما يقوم به ثوار و تروس الشمالية، و نحن رهن اشارتكم متى ما دعى الداعي.
جماهير الشعب السودانية إننا و بوحدتنا و تكاتفنا نمثل ترساً بشريا أمام العالم أجمع، صامدين أمام المتربصين من الأعداء ببلادنا، سننتفض أمامهم جميعاً، فما عاد هذا زمان استعبادنا، و ما عادت السياط ترهبنا. إننا نقف أمامهم دفاعاً عن عزتنا و كرامتنا، دفاعاً عن هويتنا السودانية، أرضنا، نيلنا، حقولنا، و جبالنا، دفاعاً عن سوداننا!
فإما الحرية و الكرامة … أو الموت!
غداً هي الذكرى السنوية الثالثة للشهيدين عبدالعظيم “عظمة” و محجوب لهما الرحمة و المغفرة، و ما زلنا على العهد و سنظل عليه.