في البدء للشهداء رحمة وغفراناً من لَدُن رحيم غفور، مجداً وخلوداً لهم في جنات النعيم، وكامل الشفاء لأبطالنا الجرحى والمصابين، وعودة ظافرة للمعتقلين والمخفيين قسراً.
إن الثورة أتت لتعبر عن جميع السودانيين بمختلف سحناتهم وأعراقهم ومشاربهم الثقافية والفكرية والتعددية والدينية ليجدوا أنفسهم في وطنٍ يلبي احتياجاتهم ويحفظ حقوقهم ليستطيعو تأدية الواجبات نحوه ويبذلون ما يستطيعون لرفعته ونهضته، فمن مبادئ الثورة أن لا قبلية أو جهوية أو عقائدية أو فكرية تطرفية أو دينية استغلالية كالنظام البائد تستطيع التفرقة بين أصحاب المصلحة، فقد هتف الشعب السوداني مسبقاً بـ(يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور) ومن هنا فإننا نترحم على ضحايا غرب دارفور، ونستهجن بمقت فعل القتل خارج إطار القانون وسوح المحاكم مهما كانت أسبابه ودوافعة، وما هشاشة الوضع الحالي في البلاد إلا بسبب الانقلاب العسكري ومصالحة الذاتية، ما يستدعي أن تُجانس تلك التعددية الموجودة في السودان، مِلحها بسُكرها معاً لإنتاج خليط مستساغ، يُعاد به إحياء ورفع الروح المؤمنة بالتغيير الشامل في نطاق العمل المشترك الذي يحترم الآخر ويتقبله دون مَنٍّ أو أذي ودون تجريح أو مزايدة ودون تخوين النيات والضمائر.
إن النبراس الهادي لنا هو ميثاق تأسيس سلطة الشعب وهو الأساس الذي لا تنازل عنه وصولاً لتوحيد راية لجان المقاومة بولاية الخرطوم مع مواثيق لجان المقاومة بالولايات، ليأتي ميثاق لجان المقاومة في السودان واحداً نستمسك به عروة وثقى باعتباره المتن الذي يتم البناء عليه من بقية رفاق الثورة وطرحه لجميع الكتل النقابية والمهنية والمطلبية والتنظيمات السياسية المناهضة لانقلاب 25 أكتوبر ومعاونيه الهُزّل المُزَّل، ليكتمل به تراص جميع فئات الشعب السوداني بتحديد شكل الدولة السودانية ومؤسسات حكمها المدني الكامل.
آخيراً وليس آخراً بعد مضي أكثر من 9 أشهر يترنح فيها قادة الانقلاب وتابعيهم ويتراجعون عن ما مضوا فيه نتيجة الضغط المستمر، فتفكك قوى الثورة ما زال أيضاً مستمر، ويزداد تبعثرها يوماً بعد يوم في جُزر معزولة لا تستطيع إسقاط الانقلاب وإنما يمكنها خلخلته باستمرار، فإن واجب الساعة أن تتوحد قوى الثورة على إسقاط الانقلاب في حده الأدنى ثم المضي قدماً نحو التحول الديمقراطي على ضوء ميثاق لجان المقاومة كأساس للبنيان المتين للسودان وشعبه.
إعلام لجان مقاومة أبوآدم
مكتب الإعلام والاتصال
7 أغسطس 2022