أدعياء الحرب كالحرب تماماً وأولياء السلم لا خوف عليهم لا حزن إذا مروا بهم قالوا سلاماً وإذا غم بهم نادوا وطن هذه الحرب وثن...
جماهير الشعب السوداني:
مواصلة لسياسات الإنقلابيين والسير علي خطي ونهج نظام الكيزان الساقط بإفتعاله الدائم للفتن والصراعات القبلية لتمرير أو خلق توازنات سياسية جديدة، والتي تستغل فيها السلطة الإنقلابية بعض المكونات القبلية وتعمل علي إعلاء خطاب الكراهية والعنصرية في مختلف مناطق السودان ذات التنوع الثقافي والإثني لتزيد من درجة التوتر والإحتقان القبلي المدعوم في أغلب الأحيان من معظم الأطراف داخل السلطة الإنقلابية عبر مليشياتها وأجهزتها الأمنية لقطع الطريق أمام ثورة الشعب بإبتزازه بزعزعة أمنه وإستقراره.
فها هي أحداث العنف القبلي بإقليم النيل الأزرق تتواصل وتتصاعد في حدتها من بعد عيد الأضحى وإنتشار فتيل النزاع والصراع حتي الآن في كل من (محلية قيسان، ود الماحي ومحلية الروصيرص) مما نتج عنه سقوط عشرات القتلى والجرحي والمصابين وإلتلاف وحرق لبعض ممتلكات المواطنين مثل “الدكاكيين داخل الأسواق”.
كل هذه الأحداث الدامية وحكومة الإنقلاب بإقليم النيل الأزرق ولجنتها الأمنية التي تترأسها الحركة الشعبية “عقار”، في غياب تام وتخلي واضح عن المسؤولية في حفظ أمن وسلامة المواطنين وموارد الدولة.
وفي منحي غريب بعد أن سقط عشرات القتلي والجرحي والسكوت المتعمد من قبل سلطات حاكم الإقليم الإنقلابي طيلة هذه المده دون إتخاذ أي تدابير من شأنها تخفيف حدة الصراع وخفض وتيرة الشحن العنصري الزائد، خرجت علينا السلطة الإنقلابية الحاكمة ولجنتها الأمنية مساء الأمس بإصدار قرارات مرتجلة لا نعتبرها حل للأزمة بل هي هروب للأمام فقط ومحاولة لتعليق المسؤولية في “شماعة” غيرها، ونشرها لمليشيا الجنجويد في الشوارع بدلاً عن الأجهزة النظامية الأخرى يستدعي لطرح مزيد من التساؤلات المشروعة لشكل هذا التحالف ومدى إرتباطه “بصراع الأرض والموارد” المعروف في مختلف أنحاء أرض السودان.
المواطنين والمواطنات الشرفاء:
كلنا نسمع ونرى ونعلم ما تقوم به أذرع ورؤوس الفتن عبر نشر خطابها المسموم بدءاً من رموز ورأس الإنقلاب في قمة هرمه الداعم لهذه التحركات ومغازلتهم بإستدعاء القبيلة للبحث عن حواضن بديلة، عبر تفكيك وحدة المجتمعات وهتك النسيج والسلم الإجتماعي واللامبالاة والعبث بأرواح وممتلكات الأبرياء التي لم يسلم منها حتي “الأطفال”، لا لشئ فقط من أجل الحفاظ علي كراسي السلطة وتقاسم ونهب ثروة الشعب أو توفير مخارج أمنه لهم تحول دون محاسبتهم علي جرائمهم في حق الشعب السوداني.
ولكنهم لا يعملون أن ثورة ديسمبر المجيدة تمتلك كل ذلك الوعي الذي سيفضح جميع مخططاتهم والتي سنقاومها أولاً برفع الوعي المجتمعي بضرورة نبذ خطاب الكراهية وتحكيم صوت العقل لحل ومناقشة كل الخلافات والصراعات المفتعلة من قبل السلطة الإنقلابية عبر الوسائل السلمية، للمحافظة علي وحدة وتماسك المجتمعات بإقليم النيل الأزرق وكل أقاليم وولايات السودان المختلفة حتي إسقاطهم والقصاص للشهداء وكل الدماء التي سفكت ومحاسبة الجناة والقتلة.
عليه ندعو نحن في لجان مقاومة الدمازين جميع أطراف الصراع بالنيل الأزرق لضبط النفس والبحث عن الحلول السلمية لوقف هذه الفتنه وحفظ أرواح المواطنين وممتلكاتهم، وعدم السماح لقوى الظلام من الإنقلابيين والكيزان وداعميهم لإستغلالهم والزج بهم في معارك سياسية الخاسر فيها فقط المواطن.
وكما ندعو الشباب والشيب والمرأة وكل العقلاء داخل هذه المكونات بضرورة توعية وتمليك حقائق هذه الفتن ومن المستفيد منها وتفويت الفرصة علي مثيريها لحقن دماء أهاليهم وذويهم وتجنب تطور هذه الصراعات وإستمرارها.
نهيب في لجان مقاومة الدمازين بجموع الثائرات والثوار والأجسام المهنية والمطلبية وجميع قوى المجتمع المدني بتشكيلاتها الإجتماعية المختلفة في القرى والأحياء بمختلف محليات النيل الأزرق العمل علي دعم التعايش السلمي ورفع وعي المواطنيين بضرورة نبذ خطاب الكراهية والبعد عن الإصطفاف القبلي والإستغلال السياسي وإعلاء مصلحة الوطن ووحدة شعبه وإحترام قيم الإنسانية في السلام والعدالة والمساواة والحرية.
نحن في لجان مقاومة الدمازين لا يفوتنا أن نشيد بالإستجابة السريعة وتضافر الجهود والمساهمة الفعالة في تقديم المساعدة للجرحي والمصابين وتقديم العلاج والرعاية الصحية لهم، من قبل الكوادر الطبية والصحية والمتطوعين والثائرات والثوار والمواطنين الكرام لتلبيتهم الفورية لدعوات التبرع بالدم وسد حوجات الطوارئ بمستشفى الدمازين والروصيرص، والتي ما زالت تقدم حتى الآن.
الرحمة والمغفرة للضحايا
وعاجل الشفاء للجرحى والمصابين
وتمنياتنا بإستقرار أمن وأمان الوطن
إعلام المقاومة
16 يوليو 2022