بيان |في ذكرى ثورة ديسمبر الخالدة – لجان مقاومة السودان والقوى الموقعة على الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب

المجد والتحايا للشهداء ..
للثائرات والثائرين ..
لشعبنا المناضل، معلم الشعوب.

وللسائرين على درب الثورة وسط ركام الحرب ومعسكرات النزوح والمنافي واللجوء حاملين وصية الشهداء في أن تستعاد الحرية ويبنى السلام وتنجز العدالة كواقع معاش لا كشعار سياسي.

تتجلى عظمة الخامس والعشرين من ديسمبر في كونه اللحظة التي تبلورت فيها مطالب الثوار والثائرات في صيغة واضحة المعالم لتستكمل ما بدأته جموع الشعب السوداني في انتفاضة الولايات من قراها وأحياءها ومدنها المختلفة التي هتفت (الشعب يريد إسقاط النظام)، إسقاط نظام القهر والقمع والإرهاب والتجويع (نظام الثلاثين من يونيو الانقلابي) والمطالبة بتنحيه الفوري دون قيد أو شرط متجاوزة كل المطالب والحلول الإصلاحية، تلك الليلة التي انتقلت فيها شعلة الثورة إلى العاصمة القومية وحشدت إرادة ثوارها صوب القصر، إيذاناً بانطلاق سلسلة متواصلة من الزحف الثوري والصمود الأسطوري، التي لم تتوقف إلا عند اعتصام القيادة العامة للقوات المسلحة في السادس من أبريل المجيد.

تطل علينا الذكرى السابعة لثورة ديسمبر هذا العام، وقوى الثورة منقسمة على نفسها، يواصل بعضها التنصل من شعارات وأهداف الثورة، بينما لا تزال القوى المتمسكة بها متأخرة في تنظيم صفوفها وبلورة موقفها بمستوى التجلي الذي سطع في تلك الليلة الخالدة.

وبالمقابل تهيمن قوى الثورة المضادة على المشهد، ويتقاسم جناحاها السلطة وأراضي البلاد ومواردها ويعيدان إنتاج الدولة كجهاز عنف، ويمضيان في تشريد شعبنا في المنافي والمهجر ودوائر اللجوء ومعسكرات النزوح. وتتشاركان في استخدام أدوات القمع والتضييق على قوى الثورة من خلال التصفيات والاعتقالات وتكميم الأفواه، وما يجري من اعتقالات ومحاكمات انتقامية وترصد للثوار وعضوية لجان المقاومة والقوى الثورية في مختلف ولايات السودان هذه الأيام بواسطة الخلايا الأمنية وجهاز الأمن والمليشيات الكيزانية لا ينفصل ولا يختلف عما تقوم به مليشيا الجنجويد وحلفاءها من جرائم وانتهاكات ضد المدنيين في مناطق سيطرتهم واحتلالهم.

لا تستمد رمزية 25 ديسمبر أهميتها من مركزية الحراك في العاصمة، فشرارة الثورة وثقها التاريخ في الهامش البعيد، من مايرنو والدمازين، إلى قطارات عطبرة إلى القضارف قلب الوطن النابض، لكن رمزيتها الحقيقية تكمن في كونها لحظة تبلور الوجدان الجمعي لشعبنا، وحسم الثوار لموقفهم السياسي وترجمة حراكهم الثوري إلى مطالب واضحة، على رأسها إسقاط نظام الإنقاذ كـ “مانيفستو” ثوري لا تراجع عنه، فكانت خطوة محورية في تثبيت أقدام الثورة، ومهدت لاحقاً لإعلان الحرية والتغيير.

تمر الذكرى السابعة لثورة ديسمبر ومشاريع التقسيم الإداري والانفصال تلوح من جديد مهددة وحدة البلاد، فيما لا تزال النخب السياسية غارقة في تيهها القديم عاجزة عن الارتقاء لمستوى التحدي التاريخي.

إن لحظة توحد الإرادة الجمعية لشعبنا في شهر ديسمبر المجيد تضع على عاتقنا مسؤولية تاريخية تجاه حياة وسلامة شعبنا وتجاه أبنائنا في مناطق اللجوء والنزوح، وتستدعي منا نقداً شجاعاً ومتجرداً لتجربة ثورة ديسمبر المجيدة والانطلاق منها إلى الأمام، وجعل تضحيات الشهداء وقوداً للاستمرار على دربهم بالتمسك بأهداف وشعارات الثورة، وهو ما لا يمكن القفز عليه عبر إعلانات مبادئ أو تسويات لا تجعل العدالة ركناً أساسياً بل وتستبطن توفير مخارج آمنة للقتلة والمجرمين كثمن لوقف الحرب، ولا تدين إرهاب المليشيات التي كان حلها على رأس شعارات ثورة ديسمبر المجيدة.

إن الإيمان بثورة ديسمبر كمحطة انطلاق ونقطة تحول تاريخية لا عودة بعدها إلى الوراء، يستدعي وضوحاً ثورياً صارماً عبر التمسك بقيمها وروحها وشعاراتها، لا الالتفاف عليها. واعتبارها الخيار الوحيد لقطع الطريق أمام محاولات تقسيم الثوار مناطقياً وإثنياً وشيطنة قوى الثورة والقوى المدنية، وتفريغ الأحياء وأماكن العمل والسكن من الثائرين، وعسكرة ومليشة الحياة السياسية، وإفشال وقطع الطريق أمام كل صيغ اتفاقيات السلام والتسوية التي لا تخاطب جذور الأزمة.

ونحن في الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب، إذ نقف في خندق شعبنا، ونتقاسم معه المرارة والمأساة، نؤكد تمسكنا الثابت بمبادئ وقيم وشعارات ثورة ديسمبر المجيدة، ونعلنها بوضوح لا لبس فيه: لا سلام بلا عدالة وتطبيق مبدأ عدم الإفلات من العقاب، ولا تحول ديمقراطي بدون حل المليشيات وخروج العسكريين من الحياة السياسية والاقتصادية، ولا شرعية لأي عملية سياسية لا تؤسس قاعدياً على مشاركة الجماهير ورقابتها المباشرة، ولا تخدم مصالح الشعب السوداني.

ونؤكد على أن سلطة الشعب القاعدية لم تعد خياراً نظرياً بل ضرورة تاريخية لواقع سياسي جديد يجد فيه جميع السودانيين والسودانيات أنفسهم على قدم المساواة، بعد ما خلفته الحرب من تصدعات وانقسام سياسي ومجتمعي.

وعليه فإننا نجدد دعوتنا لكل القوى المدنية لعدم دعم أي طرف من معسكري الحرب، والانخراط في أوسع جبهة جماهيرية قاعدية لإنهاء الحرب ومخاطبة جذورها، المستندة على أوسع إلتفاف شعبي قاعدي، ولاستكمال مسار الثورة وتحقيق أهدافها.

عاشت المقاومة ..

وعاشت راية ثورة ديسمبر المجيدة عالية خفاقة ..
تحيا الثورة … والمجد والخلود للشهداء ..
وعاش نضال الشعب السوداني.

لجان مقاومة السودان والقوى الموقعة على الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب

25 ديسمبر 2025م

#الحرية_للمعتقلين # ثورة_ديسمبر_المجيدة #سلطة_الشعب_لإنهاء_الحرب #الثورة_مستمرة #العسكر_للثكنات_والجنجويد_ينحل #الدعم_السريع_مليشيا_إرهابية #الميثاق_الثوري_لتأسيس_سلطة_الشعب