جماهير الشعب السوداني العظيم ، إن إنخراط قوى الثورة الحية من لجان المقاومة في بداية هذه الحرب العبثية، في العمل الإنساني الطوعي لتخفيف معاناة المتضررين منها وتخفيف ويلاتها عن كاهل المواطن الذي إنعدمت لديه سبل الحياة، مكن القوى السياسية الإنتهازية وقوى الثورة المضادة من الصعود مرة أخرى على مأساة الشعب السوداني وهو يتعرض لأفظع الإنتهاكات والجرائم .
لقد رفضنا في لجان المقاومة هذه الحرب منذ إندلاعها، محذرين من مألاتها وتبعاتها على المواطن والوطن، واضعين في الإعتبار تكالب القوى الإقليمية والدولية عبر الوكلاء المحليين لتمزيق كيان الدولة السودانية، ونبهنا من تفكك مؤسساتها المدنية والعسكرية على وجه الخصوص بالخضوع لمشروع تحويل السودان لبؤرة من بؤر النزاع والإقتتال والحروب حسب مصالح بعض الدول التي ترعى المليشيات وتدعمها لتحقق أهدافها الإقتصادية والجيوسياسية في المنطقة .
لقد رحبنا بالمبادرات وكل الدعوات التي تنبذ الحرب وتساهم في إيقافها من أصدقاء السودان الإقليميين والدوليين، وفي هذا الصدد لقد تابعنا قمة (رباعية) الهيئة الحكومية الدولية للتنمية (إيغاد) برئاسة كينيا للحوار وحل أزمة السودان.
وبناء على مخرجات هذه القمة إننا نرى ضرورة وقف الحرب الملحة دون قيد او شرط، بأجندة ومصالح وطنية لا أجندة ومصالح أطرافها قادة مليشيا الدعم السريع وقادة الجيش وقوى الثورة المضادة الذين هم جزء رئيسي من إنتاج هذه الأزمة.
إننا نعي تماماً لحجم المسؤولية الوطنية والأخلاقية التي تقع على عاتق كل مواطن سوداني شريف، وندرك أن اي حل يبقي على وضع مليشيا الدعم السريع السابق وقادة الجيش في السلطة ما هو إلا تماهي وتمييع للصراع نعتبره سبباً رئيسياً لهذه الحرب.
إذ أن اي وضع جديد يحافظ على وجود هذه المليشيا القائمة على الإرتزاق كقوة موازية للمؤسسة العسكرية سوف يسمح لها بممارسة أبشع انواع الجرائم على الشعب السوداني ونهب لثرواته، فلا بديل لقوات الشعب المسلحة التي تحتاج لهيكلة ولا حل لأزمة السودان بدون حل مليشيا الدعم السريع وجميع المليشيات الأخرى.
إننا نثمن الجهود الحثيثة لوقف هذه الحرب دون قيد ودون شرط لإستعادة الديمقراطية والسلطة للشعب السوداني، ونرفض بكل وضوح وأشد العبارات اي وصاية على الشعب واي تدخل سافر على سيادة الدولة السودانية.
إذ نرحب بقمة دول الجوار التي إستضافتها مصر ونرحب بمخرجاتها في وقف إطلاق النار المستدام، ومراعاة شئون النازحين والمواطنين بالخرطوم والجنينة الإنسانية والصحية والغذائية وتقديم كل ما يلزم لدرء أثار الحرب.
يتجاهل الإنتهازيين من النخبة دائماً مصالح الشعب السوداني الذي يعيش على حد الكفاف، فالمواطن اليوم في الخرطوم ودارفور ما بين جريح و قتيل ومهاجر ونازح يعاني أشد المعاناة في ظل هذه الحرب التي كشفت سلوكيات عناصر مليشيا الدعم السريع لكل مواطن سوداني، وهو عدم إنسانية هذه العناصر، ومدى بربريتها في كونها قوة لا يتحلى منتسبيها بأي قيم او ضمير أخلاقي وإنساني .
ظلت هذه العناصر تسرق وتنهب الممتلكات وتغتصب الحرائر من نساء الوطن وتطرد المواطنين من بيوتهم وتستخدمهم كدروع بشرية، تحتل منازلهم إضافة للمستشفيات وتحولها لثكنات عسكرية، وبالرغم من كل ذلك مازالت قوى الحرية والتغيير تتغافل عن إدانة وحشية عناصر هذه المليشيا بشكل واضح للمجتمع الدولي والإقليمي في كل البيانات والتقارير الصادرة عنها وإرسالها لجهات الإختصاص والمنظمات الحقوقية.
إن تجاهل القوى السياسية لإنتهاكات مليشيا الدعم السريع ولصوت الثورة ومطالبها في الحرية والسلام والعدالة بالرضوخ للأجندة الخارجية، سوف يوردها مورد الهلاك ومثلما لم نكن طرفاً في هذه الحرب لن نكون طرفاً في اي حل لا يفضي لتحقيق مطالب ومصالح شعبنا فلا وصاية ولا سلطة إلا للشعب.
ولكل ما سبق نوجه رسالتنا للقوى السياسية، ولقادة الحرب بأننا نرفض اي حل بدوره يسمح بعودة قوى الثورة المضادة والرجعية ويعيد قادة الحرب إلى ما كانوا عليه قبلها، وإن إنحيازنا دائماً وابداً لهذا الشعب ولمصالحه وللحلول السلمية بإرادة وطنية فلسنا دعاة حرب او إرتزاق.
ونؤكد بأنه لا يمكن لاي قوى مدنية او عسكرية مصادرة حق وإرادة هذا الشعب الصلبة في التغيير الجذري الحقيقي الذي يحقق أهداف ثورتنا الممهورة بدماء الشهداء في الحرية والسلام والعدالة.
وإننا قادرون على التحالف مع كل المؤمنين بحق الشعب من قواه المدنية والسياسية لطرح حلول جذرية لوقف هذه الحرب ومعالجة مشاكل السلطة والثروة للأبد حتى ينعم المواطن والوطن بالإستقرار وينهض من هذا الركام.
الرحمة والمغفرة لشهداء ثورة ديسمبر وللشرفاء من صغار ضباط وجنود قوات الشعب المسلحة، عاجل الشفاء للجرحى والمصابين و الحرية للمعتقلين والعودة للنازحين والمهجرين قسراً.
المكتب الإعلامي
15 يوليو 2023م