((يوم الهدير ونكهة الأمس واندفاع أمواج حب الوطن)) يا نشيداً في دمي يحيى ويجري في عروقي
السادس من أبريل تَرى الجموع الغفيرة من بعيد مُوقَدة بجذوة نضالها ومُحْمَرَّة كحمم البراكين لها نفحة لافحة ودخان مبين، تكسح كل ما في طريقها من عقبات صلبةً كانت أم لينة، وتَرى الانقلابيين يَفِرّون من سوء عاقبتهم كأنهم ينظرون وليس ذلك ببعيد.
للجماهير التحية على بؤس الزمن ولهم العز والكِبر والخيلاء ولهم التجلة للبسالات المخضبة بالدماء، الصمود الذي لازم هذه الحقبة والجسارات الحامية وطيسها ومشتعلاً أُوّارُها، وللغضبة الصماء قبيل الانتصار، يظل شعبنا في السادس من أبريل القادم متمسكاً بسلميته وممسكاً بزمام أمره يقوده عُنفوان التطلع للحرية والسلام والعدالة، قابضاً على جمر قضيته السامية، آملاً في تشييده طوبةً طوبةً ومدماكاً فوق مدماك.
الشعب الجبار المختار:
تسطع شمس الحرية والكرامة وينجلي الليل المدلهم وإن طال زمانه وتطاول طغاته، وإن ثورة ديسمبر قد أبهرت كُل العالم وأدهشت كُل متابع، وأعجزت الكُتّاب عن سردها، واحتفت بها الإنسانية جمعاء بعناوينها البارزة في نواصي أبنائها وثوارها البارين بها، وشعاراتها ذات المعاني الأخلاقية في أبعادها، والسمات الناضحة حُباً وإعلاءً لقيمٍ سامية ضجت بها أطراف البلاد سهولها وصحاريها قراها ومُدنها وديانها ونيلها، هي معانٍ كُتب علينا غَرسُها الآن لِتُؤتي أُكلها كل عام لقادم الأزمان والأجيال.
نخرج في السادس من أبريل لرمي الجمرات على شياطين البلاد، نخرج جميعاً لا حياد حاملين أكفاننا ضد عدو هاج وماج ولم يعد له سُكنى بيننا، نخرج قناديل تضيئ عتمة الظلم والظلمات، وزغرودة تصدح عند الواحدة بتوقيت الثورات، تضبط عليها إيقاعات هذا اليوم وحركته ويوثق التاريخ أحداثه في صفحاته بقلم الشعب السوداني.
شعبنا المقاوم المنتصر حتماً:
لن يكون ختاماً دعوانا بالرحمة والمغفرة للشهداء والعودة المظفرة للمفقودين ودعوانا بعاجل الشفاء للجرحى والمصابين، فهؤلاء هم أبطالنا الغُرّ الميامين، تظل ألسنتنا رطبةً دوماً بالدعاء والتمنيات الصادقات لهم، فلا بادية ولا خاتمة لهم، وهو نصرنا المؤزر، ونضالانا المُسمّر بشمسنا المحرقة، وصدرنا المزمجر.
لجان مقاومة أبوآدم
مكتب الإعلام والاتصال
5 أبريل المجيد 2022م