جماهير شعبنا الصامد في الأرياف والمدن والحلال:
لا تخفى عليكم الأزمات الأمنية والضائقة المعيشية التي تمر بها البلاد منذ انقلاب الخامس والعشرون من أكتوبر، الذي قاده الجنرالات بقيادة عبد الفتاح البرهان وحميدتي ودعمه وأسنده بعض قادة الحركات المسلحة، ووفرت له بعض القوى السياسية الكرتونية الغطاء السياسي عبر ما أسمته عبقرية شعبنا (بإعتصام الموز)؛ كان ذلك رفضاً بائناً للتحول المدني الديمقراطي. و ها هي التسوية الآن تحافظ علي نفس الازمات و ضاربة علي استمرارية الضائقة المعيشة.
مارست تلك المجموعات والتشكيلات العسكمدنية كل أنواع النهب المقنن وغير المقنن للموارد السودانية، مستخدمين في ذلك مؤسسات الدولة دون وازع ولا حسيب.
إننا نعيش لحظات حرجة من تاريخ الدولة السودانية، حيث صرنا بفعل الإنقلاب البغيض قاب قوسين أو أدنى من مرحلة إنهيار الدولة، بسبب إعلاء خطابات الكراهية بين المكونات الجهوية والإثنية، وإثارة النعرات العنصرية بين أبناء الوطن الواحد، وهاهي ثالثة الأثافي إقامة المليشيات خارج نطاق الدولة، في الوقت الذي يفكر فيه الجميع عن الخيارات المثلى للتعامل مع الجيوش والمليشيات التي تتزاحم داخل الأراضي السودانية.
إن ثورة ديسمبر المجيدة عبر شعاراتها حرصت على تقديم الأجندة المدنية، حتى في ما يخص المؤسسات العسكرية والمليشيات شبه العسكرية، حرصت الثورة عبر شعاراتها على حل مليشيا الدعم السريع و جميع المليشيات الاخري ودمج الجيوش، وإعادة العسكر إلى الثكنات. ولا يمكن بأي حال وبعد التضحيات العظيمة والدماء والدموع العزيزة التي مُهِرت بها الثورة أن تسمح بعسكرة المجال العام وتسليحه.
الثوار والثائرات القابضين على جمر القضية الوطنية والداعمين للتحول المدني الديمقراطي:
الثوره مشروع حياة، ونضالنا مستمر لإسقاط الإنقلاب و التسوية لأجل تأسيس دولتنا المدنية التي تحفظ حقوقنا المدنية كاملة غير منقوصة، وعبركم نرسل رسالتنا لسلطات الأمر الواقع بأننا نرى المحاولات المستمرة للإعلان عن مليشيات ودروع مسلحة في مناطق متفرقة من السودان، وهانحن الآن نرى إعلان لتدشين مليشيا مسلحة داخل ولاية الخرطوم، يمر الإعلان أمام ناظر السلطات وكأنه إعلان لتدشين محل تجاري.
إننا نحمل سلطات الإنقلاب مسؤولية ما حدث ويحدث، ونعتبر صمت السلطات وعدم إتخاذ إجراءات صارمة تجاه هذه الجهات بمثابة مشاركة واضحة في هذا العمل الضِرار.
إن الدولة كما عرّفها ماكس فيبر: “هي المؤسسة التي تحتكر الاستخدام المشروع للقوة البدنية”
وتأسيساً على هذا التعريف فواجب سلطان الدولة على الأفراد -بإحتكارها لآلة العنف- حمايتهم وحماية السلم الاجتماعي وبسط سلطان النظام والأمن العام، وذلك بواسطة المؤسسات والأجهزة القانونية.
وهو ما لا نراه إطلاقاً، بل نرى دولة تفعل كل شيء لا يجب أن تفعله وتترك ما يجب عليها فعله.
زُبدة القول: لن ترضخ ثورة ديسمبر المجيدة ولن يرضخ ثوارها للإبتزاز، سنظل متمسكين بسلميتنا المعهودة، وبأهدافنا السامية، وبعهدنا مع الشهداء ولن نسمح بتقدم أجندة عسكرة الحياة السياسية على أجندة الثورة المدنية.
التوقيعات:
- تنسيقية لجان مقاومة كرري
- تجمع لجان أحياء الحاج يوسف
- -تنسيقيه شرق النيل جنوب
- -لجان أحياء بحري
- تنسيقية الاربعين والفيل والموردة والعرضه
- تنسيقية لجان مقاومة امدرمان القديمه
- مركزية لجان المقاومه والتغيير بدار السلام امبده
- تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم
- تنسيقية لجان أحياء امبدة