بيان مشترك | مليونية 30 نوفمبر – تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم

ظن الخونة أن طول الليالي قد ينسينا شمس الأمل التي ستشرق لا محالة، فوضعوا لنا العراقيل في كل تحدٍ خضناه من أجل إعلاء الوطن، وحين تقطعت بهم السبل رجعوا إلى همجيتهم وظنوا أن الرصاصة قادرة على إسكات صوت الشارع، ثم خادعوا أنفسهم بأجسام هلامية تتحدث بإسم الشارع؛ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.

إن ديسمبر لم تكن إسقاطاً لنظام ليحل محله أخره، بل كانت إجتثاثاً لكل المفاهيم التي قامت عليها الدولة منذ تأسيسها، ديسمبر هي بداية النهاية للسودان القديم بكل تفاهاته الذي تم هندسته ليخدم مصالح نخبة محدودة من السياسيين والعكسر وأصحاب المصالح بين الطرفين، وفي سبيل تلك المصالح كانت دماء المواطن وكرامته تباع في سوق النخاسة، فلم تتوقف الإنتهاكات في كل حدب وصوب من أرجاء الوطن، ولم يسلم كل متزن من ظلمِ هذا الجبروت الذي يسلبك الضرائب ويهبها للجندي الذي قد يسلبك حياتك دون مبررٍ أو حساب.

إن شعار ديسمبر المتمثل في العدالة هو المفتاح الحقيقي لبناء مجتمع معافى من الأمراض، ودولة لا يتوانى شعبها كلما دعى الداعي، ولعل أهلنا في معسكرات النزوح الذين فقدوا أمنهم ومصادر دخلهم، وصارت كل ذاكرتهم لا ترتبط سوى بالموت، أطفالٌ لم يعرفوا طعماً للحياة أو مرحاًَ للطفولة، هؤلاء أحوج ما يكونوا للعدالة، لكن ولسخرية القدر فإن من يدعون تمثيلهم ويتحدثون بإسمهم أغرتهم المناصب فتركوا القضية التي لم يؤمنوا بها يوماً لكنها كانت وستظل تجارة رابحة لهم، فكلما أحسوا بتزعزع مناصبهم لوحوا بفزاعة الحرب، إذن فليحتمي كل الجبناء خلف أسلحتهم وصدور الثوار ما زالت عارية، وخلف كل ثائر يموت ثائر جديد.

إن الخط الثوري في الوقت الحالي قد يراه بعض المتحذلقين حالماً، لكننا أبناء ديسمبر وقد تعلمنا درسها جيداً، فحين خيم اليأس من إسقاط الكيزان خرجنا وحسمنا المعركة، وحين حاول العسكر إجهاض هذا الإنتصار خرجنا وانتزعنا مرادنا من أنيابه عنوة وإقتداراً، فدرس ديسمبر الذي على الجميع أن يعيه هو “الشعب أقوى.. والردة مستحيلة”.

ستكون مليونية 30 نوفمبر تخليداً لذكرى ضحايا مجزرة جبل مون، وتأكيداً على وحدة الدم السوداني، وتذكيراً لكل من سولت له نفسه لإستعبادنا وظن أنه قد تمكن منا بذلك الدرس الواحد الأوحد..

ستكون مليونية الغد المتجه إلى القصر وفاءًا لضحايا الانتهاكات في كل السودان وتخليداً لذكرى شهداء مجزرة جبل مون .

الشعب أقوي … والردة مستحيلة …

تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم
29 نوفمبر 2021م