شعبنا المقاوم الرافض للانقلاب:
تابعنا إطلاق الجبهة الثورية لما أسمته مبادرة (مبادرة الجبهة الثورية لحل الأزمة السودانية.. السودان أولاً).
في رأينا أن هذا التوصيف من الجبهة الثورية غير دقيق و غير صحيح و هو تجاوز تام و قفز على ما حدث وهو إنقلاب 25 أكتوبر 2021 والذي نتج عن تحالفٍ بين السلطة الانقلابية و على رأسها رئيس مجلس السيادة الانقلابي عبدالفتاح البرهان و عقده صفقة سياسية طيلة سنتين ونصف إنتهت بإعادة النظام المخلوع و الحركة الإسلامية المخلوعة و حزب المؤتمر الوطني المحلول و وقف بنود و مواد قانون تفكيك نظام 30 يونيو 1989 وإسترداد الأموال العامة و إعادة كل المنهوباتِ لهم.
مبادرة الجبهة الثورية و التي اطلعنا على بعض ٍ من بنودها و التي تحدثت عن إعطاء لجان المقاومة 100 مقعد في المجلس التشريعي بواقع 15 ممثلاً عن ولاية الخرطوم و 5 ممثلين عن كل ولاية و لكل حزب مقعد واحد و مقعدين لتجمع المهنيين السودانيين و 25% للحركات المسلحة هو لا يعدوا أن يكون موقفاً تفاوضياً اكثر من كونه مبادرة لحل الأزمة كما تم وصفها من قبل الجبهة الثورية، هذا مثال على عقلية و تفكير قادة الحركات المسلحة فيما يخص قضايا الإنتقال الديمقراطي و الثورة التي تم الانقلاب عليها، علماً أن الوثيقة الدستورية ما قبل الإنقلاب كانت وضعت إطاراً منح الجبهة الثورية وحركاتها المسلحة وضعاً سياسياً جيداً ومع ذلك دعمت الانقلاب على الحكومة الإنتقالية و الثورة و اتخذت موقفاً داعماً للسلطة الانقلابية و الاحتفاظ بمناصبها ما يجعلها مشاركة في الانقلاب بشكل صريح وواضح.
شعبنا المقدام:
إن موقف الجبهة الثورية وتواجدها في السلطة الانقلابية و احتفاظها بكل إمتيازات اتفاق سلام جوبا الذي تم تعديل الوثيقة الدستورية لسنة 2019 في نوفمبر 2020 لتضمين الإتفاق لا يجعلها مؤهلةً لإطلاق مبادرة سياسية لا تتضمن شروط و مطالب الشعب السوداني الرافض للانقلاب لأنها شريك في السلطة و أجهزتها التي ظلت تعتقل و تقتل و تسحل تدهس الثوار السلميين طيلة 6 أشهر.
هذه المبادرة مرفوضة من قبلنا لأنها لا تعبر عن تطلعات الشعب السوداني الرافض للانقلاب و إنما هي موقف تفاوضي و محاولة من الجبهة الثورية للبقاء في المشهد لمعرفتهم التامة ان سقوط الانقلاب قريب و سقوطه يعني إعادة النظر في اتفاق سلام جوبا الذي لم يستفيد منه أبناء و بنات شعبنا العظيم في دارفور و لا شرق السودان و لا الشمال و لا الوسط و إنما إستفاد منه موقعو هذا الإتفاق سياسياً و إجتماعياً لصالح دوائر ضيقة من منسوبي حركاتهم.
مكتب الإعلام