"إذا الشّعب يوماً أراد الحياة فلا بُدّ أن يستجيب القدر ولا بُدّ للّيل أن ينجلي ولا بُدّ للقَيْدِ أن يَنكسِر"
في يوم الأحد التاسع عشر من ديسمبر سَطّرت جماهيرُ شعبِنا مَلحمةً أُخرى ستُسجَّل في صُحُف التّاريخ التي لم تَعُد تحتمِل هذا الكمّ الهائل من النِّضالات والتّضحيات والدُّموع والدِّماء. اليومُ كان ساعةَ صفرٍ مبكِّرة وضَعَها الثوّار لأنفسهم ، فإمّا الوصول أو الوصول ، ساعةٌ أَوحَت بأنّ اليوم ولعظمتهِ هو اليومُ الموعودُ لِكسرِ الطَّوق الأمني للجنة البشير الأمنية وحِصار القصر ، وهذا ما كان! فَبَعد محاولاتٍ مُتكررة وتجاربَ وعثرات ، استطاع الثوّار الوصولَ إلى محيط القصر رغم أنف الطّوق الأمني ، فلا صوت يعلو فوق صوتِ الشعب ، صوتٌ هزّ كلّ أركان القصر المُستَعمَر ، مُعلناً حِقبةً جديدةً مِن الحراكِ الثوريِّ المستمر ، بدايته من عتبات قصر الرِّمم ونهايته الوصول للدولة المدنية المنشودة وإبعاد العسكريين نهائياً عن السُّلطة.
شعبُنا البطل ، استمرّت أمس الإنتهاكات المتكررة للجنة البشير الأمنية من ضرب الرصاص العشوائي والإعتقالات التعسُّفية والإغتصابات وإقتحام المستشفيات ، في مشاهد ليست بغريبة عمّن ارتكب المجازر والمحارق قبلاً ، لكن الغريب أن مُرتكبها ما زال يعتقد بأنها قد تُجدي أمام من فقدوا رفاقهم ووطنهم ، هيهات!
شعبُنا صاحب النَّفَس الطّويل ، ستستمرّ مواكبنا ومليونياتنا وفعالياتنا الثورية المختلفة مستمرّة إلى حين سقوط الطّاغية الفرعون ، مستصحبين معنا كلّ الرّغبة الثورية الدّاحرة لظلم الجبابرة التي أظهرناها اليوم ، وعلى الجميع العمل على التجهيز والدعاية لمليونية 25 ديسمبر.
أخيراً التّحيّة لكلّ الرفاق اليوم على هذه الملحمة الخالدة ، والتّحيّة لثوّار الولايات وقد قدِموا رِجالاً وركباناً للمشاركة في هذا اليوم المجيد ، كما نتمنى لجميع رفاقنا المصابين عاجل الشّفاء والعودة إلى جَنَبات الشوارع التي لم تخنهم يوماً ، وعدد المصابين من الكلاكلة الأمس 13 إصابة منهم إصابة خطيره في الرأس.
المجد والخلود للشهداء
عاجل الشفاء للجرحى والمصابين
الحرية للمعتقلين
الخزي والعار للقتلة المجرمين
#مليونية_25_ديسمبر
مكتب الإعلام والثقافة
20 ديسمبر 2021