ولنا بلادٌ لا حُدُودَ لها، كفكرتنا عن المجهول، ضيّقَةٌ وواسِعَةٌ. بلادٌ .. حين نمشي في خريطتها تضيقُ بنا، وتأخذنا إلى نَفَقٍ رماديّ، فنصرخ في متاهتها: وما زلنا نحبُّك. حُبُّنا مَرَضٌ وراثيٌّ.
في البدء بإسم الثائرات والثوار نترحم على الشهداء الذين ارتقوا في هذا اليوم مجداً وخلوداً لهم في جنان الأعالي، اليوم الذي هَبَّ فيه شعبنا ضد الظلم والعدوان، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين، والحرية للمعتقلين.
جماهير شعبنا الثائر:
يوم تاريخي جديد؛ في مسيرة ثورة ديسمبر المجيدة، سطره شعبنا بمليونيات كبرى في مدن وقرى البلاد المختلفة ليلقم الانقلابيين وأذيالهم من عناصر النظام البائد وسقط المتاع، حجراً من سجيل.
ثائراتنا وثوارنا الأماجد، العاضون على دولتهم المدنية الديموقراطية بالنواجذ:
يا شعباً يفرد أشرعة العزم والإرادة في المدى فلا سلطة تعلو فوق سلطته، يا من ألِف النضال وأجزل البذل بلا انقطاع فلا مناص من نصره المحتوم ولو بعد حين، تشرئب أعناقنا فخراً برقي وسلمية مواكب مليونية الرابع عشر من فبراير التي جسدت معاني الإبداع الثوري ورسمت ملامح الوحدة خلف الأهداف الوطنية بكل تفانٍ وإصرار، فلا سبيل للانقلابيين والانتهازيين وفلول النظام البائد إلا الرضوخ لمطالب الجماهير في قيام نظام حكم مدني كامل.
شعبنا المنتصر حتماً:
لقد زلزلت مواكب مليونية الحرية للمعتقلين الأرض تحت أقدام الانقلابيين والانتهازيين وفلول النظام البائد، بعد أن اكتظت بسيول الجماهير السلمية الجارفة في العاصمة والأقاليم وهي ترفرف برايات الصمود، فلا يُستتب الاستقرار في بلادنا إلا بتحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة واستكمال أهداف التحول الديمقراطى وفق إرادة شعبنا المبجل.
واصلت سلطة الانقلاب مساعيها الدؤوبة للحيلولة دون شعبنا وممارسة حقه فى التعبير السلمي ومقاومة الانقلاب، فقد جنحت عقلية قادة الانقلاب القمعية إلى إغلاق الجسور الموصلة للبرلمان بالحاويات، بعد أن انهارت من قبل المتاريس العسكرية أمام الحشود الثائرة، كما قامت بنشر أعداد هائلة من الجنود المدججين بالسلاح والهراوات وأطنان من قنابل الغاز المسيل للدموع.
الثائرات والثوار:
لقد تعرضت مواكب الثائرات والثائرين الشرفاء اليوم لانتهاكات جسيمة وجرائم موثقة وقمع متناهي في العاصمة الوطنية أمدرمان ووسط الخرطوم أمام قصر الشعب وشرق النيل ومدينة بحري ومدن أخرى، استخدمت فيها سُلطة الانقلاب الغاشمة وابلاً من الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والعصي والهراوات، مما أدى إلى إرتقاء شهيدين وسقوط عشرات المصابين وإعتقالات عديدة، مما يؤكد بجلاء أن السلطة الانقلابية الدكتاتورية تعيد ذات سيناريو الجرائم والقمع الذي أنتهجه نظام الإنقاذ البائد، وأنها امتداد صريح له، وسوف تلقى ذات المصير البائس بالإسقاط الكامل لا محالة.
ورغم ترسانة القهر تغلبت إرادة الحق على آلة القمع، فكان التعبير جلياً عن موقف شعبنا الرافض لسلطة الانقلاب، في فدائية معهودة للثائرات والثوار الأحرار، تستحق الفخر والاعتزاز.
كما نؤكد بأننا ماضون في إسقاط هذا الانقلاب الذي نراه قريباً والتأكيد على استمرارية المقاومة وتنوع أدواتها وأشكالها السلمية حتى تحقيق مطالب الحركة الجماهيرية ولا غالب لإرادة الشعب.
مكتب الإعلام
15 فبراير 2022م